ميلوني في تونس: تعزيز الشراكة التنموية ومكافحة الهجرة غير النظامية

تونس العاصمة – أجرت رئيسة مجلس الوزراء الإيطالي، جيورجيا ميلوني، زيارة رسمية إلى تونس مؤخرا. حيث التقت رئيس الجمهورية قيس سعيد، في قصر قرطاج. في إطار تعزيز الشراكة الثنائية ومتابعة تنفيذ برامج التعاون بين البلدين.
تعاون ثنائي ضمن “خطة ماتي” لأفريقيا
واستمر اللقاء قرابة الساعة و45 دقيقة، بحث فيه الجانبان سبل دعم التعاون في إطار “خطة ماتي” للتنمية في إفريقيا. ومجالات الطاقة، الزراعة، المياه، ومكافحة الهجرة غير النظامية.
وفي بيان صادر عن رئاسة الحكومة الإيطالية، أكدت ميلوني التزام بلادها بدعم الاستقرار والتنمية في تونس. مشيرة إلى تقدم مشاريع التعاون الثنائي، خاصة في قطاعات إعادة استخدام المياه المعالجة لأغراض زراعية. وتعزيز قدرات مراكز التدريب الزراعي الإقليمي.
مقاربة شاملة لقضية الهجرة
شدد الرئيس قيس سعيد خلال اللقاء على أهمية معالجة قضية الهجرة غير النظامية وفق مقاربة شاملة. تتجاوز الحلول الأمنية لتشمل التنمية الاقتصادية والاجتماعية كعامل رئيسي في الحد من الظاهرة.
وفي السياق ذاته، جدّدت ميلوني دعمها لمبادرة “عملية روما” التي تقودها بلادها. بهدف خلق أطر قانونية للهجرة، وتعزيز التعاون الأمني والإنساني مع دول جنوب المتوسط.
مشروع الربط الكهربائي “ELMED” في صلب المحادثات
ناقش الطرفان أيضًا التقدم في مشروع ELMED، الذي يربط تونس بإيطاليا عبر خط كهربائي بحري. ويُعد جزءًا من خطة أوروبية استراتيجية للانتقال الطاقي. ما يعزز موقع تونس كمصدر مستقبلي للطاقة النظيفة نحو أوروبا.
كما تم الاتفاق على توسيع مشاركة القطاع الخاص الإيطالي في مشاريع الطاقة المتجددة داخل تونس.
اتفاقيات دعم وتمويل مباشر
تندرج هذه الزيارة ضمن متابعة الاتفاق الذي وُقّع في شهر يناير/ جانفي الماضي، والذي يشمل:
- دعم مباشر للميزانية التونسية،
- تمويل المشاريع الصغرى والمتوسطة،
- تعزيز الشراكة في الصحة والتعليم والتكوين المهني
ويأتي هذا الدعم في إطار رؤية إيطالية لتقوية النسيج الاقتصادي والاجتماعي التونسي، والحد من أسباب الهجرة.
مؤتمر دولي في روما لتعميق التعاون الإقليمي
كشفت ميلوني عن نية بلادها تنظيم مؤتمر دولي في روما بمشاركة دول البحر المتوسط والخليج. لبحث آليات دعم التنمية ومحاربة الهجرة غير النظامية من جذورها.
في ظل تحديات إقليمية وفرص استراتيجية
ويُرتقب أن يضع هذا المؤتمر أسسًا جديدة لتعاون أكثر توازنًا بين الشمال والجنوب، في مجالات التنمية والطاقة والأمن.
تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تمر به المنطقة، وسط تحديات اقتصادية واجتماعية متزايدة.
وتسعى تونس من خلالها إلى توسيع شراكاتها الاستراتيجية مع أوروبا، خصوصًا مع إيطاليا. بما يخدم أولوياتها التنموية ويعزز مكانتها في الخارطة المتوسطية.