فاليريو ساكا: فنان الدمى الإيطالي الذي يعيد ميلانو إلى أهلها بعرض “Farse Maneghine”

بدعوة من المعهد الثقافي الإيطالي بتونس الذي نظم عرض في إختصاص مسرح الدمى للفنان الإيطالي فاليريو ساكا / Valerio Saccà، الذي كان مساء الجمعة 2 مايو 2025.
حيث سلّطت شركة الدمى “ألدريغي/ Aldrighi” التي يقودها فاليريو ساكا الضوء على تاريخ شخصية “مانيغينو / Maneghino”، وهي شخصية رمزية لمدينة ميلانو. التي تُحيي من خلال ذلك فن مسرح الدمى التقليدي.
هذا الفن الشعبي، رغم كونه مهدداً بالاندثار، يتمتع بغنى تاريخي ورمزي وفني كبير.
وكانت إحدى قاعات المعهد الإيطالي بالعاصمة تونس، قد إحتضنت عرض “Farse Maneghine”، بحضور جمهور إيطالي وتونسي من أطفال وشباب وكهول. وكان العرض الذي كان موجها للأطفال، ومنه إمتزج العرض الذي كان ناطق باللغة الإيطالية لامسا اللهجة الميلانية التي حبذها صاحب العمل ساكا.
وكوني كتونسي من عشاق الثقافة الإيطالية التي كانت قريبة مني منذ أكقدثر من 3 عقود. حينما كان التلفزيون الإيطالي يبث على شبكة الأرضية في البلاد التونسي، حينها إفتكرت شخصية “توبو جيجيو/ Topo Gigio”…
الإرتباط بـ”مانيغينو Maneghino” وهوية ميلانو…
فاليريو ساكا، فنان ومؤسس فرقة “بورتكو أندريغي” المسرحية في ميلانو، اختار أن يعمل على شخصية “مينغينو” لما تمثّله من ارتباط عميق بهوية مدينة ميلانو. يقول ساكا: “ميلانو مدينة أصبحت مكتظة بالثقافات المختلفة، لكن من المهم ألّا ننسى جذورها”.
مينغينو، وهي شخصية تقليدية من التراث المسرحي الميلاني، لا تزال قادرة على مخاطبة الجمهور المعاصر. يضيف ساكا: “اللهجة المحلية ما تزال موجودة في عروضي، لكنها تمتزج بالإيطالية لكي تصل حتى إلى الجمهور الأصغر سنّاً”.
كيف تم تكييف المسرحيات الهزلية القديمة مع العصر الحالي؟
تم تعديل عرض المسرحيات الهزلية الميلانية ليناسب جمهور اليوم من خلال خطوتين أساسيتين: زيادة الإيقاع المسرحي وتحديث اللغة المستخدمة. يقول ساكا: “اللغة يجب أن تتجدد باستمرار. العرض المسرحي لا يبقى كما هو، بل يتغير ويتطور مع كل مرة يُعرض فيها”.
ورغم أن شخصية “مينغينو” لا تستند إلى شخص حقيقي، فإن جذورها تاريخية، إذ استُلهمت من مهنة كانت موجودة في ميلانو في القرن السابع عشر، وهي “دومينيكينو” (الخادم الذي يعمل أيام الأحد). الشاعر الميلاني كارلو ماريا مادجي هو من حوّل هذه المهنة إلى شخصية فنية شهيرة.
عبارة تختصر كل شيء
من بين كل مشاهد العرض، يفضّل ساكا المشهد الأخير، حيث يقول مينغينو جملة مؤثرة: “تذكّروا أن في هذا العالم، يخسر الكبار ويربح الصغار، وهذا لا يحدث إلا في عالم الدمى.”
جملة تعبّر ببساطة عن انقلاب الموازين الاجتماعية، وتُجسّد روح المسرح الشعبي الساخر.
حياة بين الدمى والأصوات
بعد أكثر من 15 عاماً من العمل في فن تحريك الدمى، تلقّى ساكا تعليمه على يد أبرز الأساتذة في إيطاليا. يقول: “هذا العمل يمنحني القوة يومياً ويملأني بالنور.”
أما الجزء الأصعب في هذا الفن، فيكمن في السيطرة الذهنية: “تحريك عدة شخصيات يتطلب نظاماً عقلياً دقيقاً، خصوصاً حين يتعلق الأمر باستخدام أصوات مختلفة ونغمات متعددة لكل دمية.”
من هو فاليريو ساكا / Valerio Saccà ؟
في مستهلّ دردشتنا مع الفنان ساكا والءي كان حديثنا معه باللغتين الإيطالية والإنكليزية بمساعدة زميلته بينيديتّا بيغوني/ Benedetta Pigoni، التي ساعدتني في إجراء المقابلة المصورة. واختار صاحب الدمى ان يقدم لنا نفسه على النحو التالي:
“فاليريو ساكا هو ذلك الشخص الذي كرّس جزءاً من حياته، وربما حياته كلها، لكي يعيد ميلانو إلى أهلها ويُعرّفهم بها من جديد.”
العلاقة مع تونس
وعن تجربته في تونس، قال ساكا: “الأمر رائع فعلاً. هناك تشابه كبير بين الثقافة التونسية والإيطالية، حتى على مستوى اللغة وطريقة الحياة. أشعر وكأنني في بيتي هنا. أتمنى أن أعود قريباً.”
فنان الثقافات
تمسكه بجذور المسرح التقليدي الميلاني وبعينٍ منفتحة على الثقافات الأخرى. يواصل فاليريو ساكا تقديم فنّ ينبض بالحياة، ويصل مباشرة إلى قلوب الجمهور، سواء كانوا كباراً أم صغاراً.
الحوار باللغة الإيطالية:
أنجز هذا اللقاء بمساعدة Benedetta Pigoni