قمة شراكة الحكومة المفتوحة 2025: سانشيز يدعو إلى تحرك عالمي للدفاع عن الديمقراطية
دعا رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز خلال قمة شراكة الحكومة المفتوحة 2025، زعماء العالم والمصلحين إلى التحرك المشترك للدفاع عن الديمقراطية.
وأنتظم هذا المؤتمر من 6 إلى 10 أكتوبر 2025 بمدينة فيتوريا غاستيث اين تم فيه رئيس الوزراء الإسباني بالتأكيد فيه أن الأنظمة الديمقراطية تواجه اليوم أخطر مرحلة في تاريخها الحديث، مع تصاعد التهديدات من الداخل والخارج.
وجاءت دعوة سانشيز خلال افتتاح قمة الشراكة من أجل الحكومة المفتوحة (OGP) لعام 2025. التي استضافتها إسبانيا في مدينة فيتوريا غاستيث شمال البلاد. بحضور أكثر من 2000 مشارك من رؤساء دول ووزراء ومنظمات مجتمع مدني وخبراء من أكثر من سبعين دولة.
الديمقراطية ليست أمرًا مسلّمًا به
أكد سانشيز في كلمته أن الديمقراطية “لم تعد أمرًا بديهيًا كما كانت”. مشددًا على أن الشفافية والمساءلة والمشاركة العامة أصبحت ضرورية لحمايتها من التآكل.
وقال إن التحديات الجديدة، من المعلومات المضللة إلى التراجع في الثقة بالمؤسسات. تتطلب من القادة أن “يفتحوا أبوابهم أمام الناس بدلًا من الانغلاق خلف الجدران السياسية”.
القمة، التي نظمتها مبادرة “الحكومة المفتوحة”، تهدف إلى تجديد الالتزام العالمي. بالإصلاحات الديمقراطية وبناء مؤسسات أكثر قربًا من المواطنين، وأكثر قدرة على مواجهة الأزمات.
ثلاث ركائز لإصلاح الحكومات
ارتكزت أعمال القمة على ثلاثة محاور رئيسية تمثل جوهر الحوكمة الحديثة:
- الناس – تعزيز الحقوق والمشاركة المدنية وحماية الحريات.
- المؤسسات – مكافحة الفساد وضمان النزاهة والشفافية في إدارة الشأن العام.
- التكنولوجيا والبيانات المفتوحة – استخدام الابتكار الرقمي لخدمة المواطن وتسهيل الوصول إلى المعلومات.
وشدد المشاركون على أن التكنولوجيا يمكن أن تكون سلاحًا مزدوجًا. فهي أداة لتعزيز الشفافية، لكنها قد تتحول إلى وسيلة للسيطرة إذا غابت عنها الضوابط القانونية والأخلاقية.
إعلان فيتوريا – غاستيث: التزام جماعي متجدد
اختتمت القمة باعتماد “إعلان فيتوريا – غاستيث”، الذي يؤكد ضرورة التحرك الجماعي للدفاع عن القيم الديمقراطية. ويدعو الحكومات إلى التعاون مع المجتمع المدني من أجل بناء أنظمة أكثر انفتاحًا وعدالة.
الإعلان شدد أيضًا على أهمية حماية الفضاء المدني وحرية الصحافة باعتبارهما حجر الزاوية في أي مجتمع ديمقراطي.
قيادة جديدة للشراكة العالمية
أعلنت الشراكة عن انتقال قيادتها من إسبانيا إلى البرازيل، بالشراكة مع الناشطة في المجتمع المدني ستيف موشاي (Steph Muchai). في خطوة تعكس التعاون الوثيق بين الحكومات والمجتمعات المدنية في دفع مسار الإصلاح العالمي.
كما تم تكريم عدد من المبادرات في إطار جوائز التحدي المفتوح (Open Gov Challenge Awards). التي أبرزت أفضل التجارب في مجالات العدالة، والحوكمة الرقمية، والمناخ، والانفتاح المالي.
رسالة القمة: الانفتاح هو خط الدفاع الأول
اختتمت فعاليات القمة بتأكيد أن الانفتاح والشفافية ليست تهديدًا للسلطة بل ضمانًا لاستمرارها. وأن الإصلاح الحقيقي يبدأ من بناء الثقة بين المواطن ومؤسساته.
ومن خلال تنظيم هذا الحدث، أعادت إسبانيا تثبيت مكانتها كإحدى أبرز الدول المدافعة عن الديمقراطية في أوروبا والعالم. ورسخت فكرة أن الحكومات المفتوحة هي الطريق الوحيد نحو مستقبل سياسي أكثر استقرارًا وإنصافًا.
